الحراثة Plowing
الحراثة
يقصد بالحراثة وهي تحضير قطعة الارض زراعيا من خلال تحريك حبيبات التربة وتقليبها ميكانيكيا بعدة طرق مثل حفر التربة، تحريك قطع التربة وتفكيك كتلها الى حبيبات صغيرة او قلب طبقات التربة السطحية.
تتم عمليات الحراثة قبل زراعة الاشتال، او قبل نثر البذور كثيفة الزراعة (القمح مثلا) ، ويقوم الانسان بالعادة وفي حديقة منزله مثلا باستخدام ادوات ميكانيكية كالطورية والفاس والشاعوب ، المعول، منكاش او معزق، او حفار. وكان الانسان القديم وحتى عهد قريب وما زال في بعض القرى والارياف يستخدم الحيوانات المركب عليها محاريث لتقليب وحراثة الارض. ومن سيئات الحراثة التقليدية حسب بعض العلماء الذين يدعون انها تعمل على زيادة خطر انجراف التربة في المناطق المنحدرة وتعمل على تكسير بناء التربة.
الحراثة الاولية هي عملية تفكيك الترب المضغوطة باستخدام ادوات حراثة مختلفة الانواع والاداء والغايات. الحراثة تهدف الى قلب التربة واستئصال الاعشاب من جذورها وبقايا حصاد المحاصيل وبقايا المزروعات. الحراثة العميقة، والحراثة تحت الطبقية هي من الحراثات الاولية.
يعتمد عمق الحراثة على نوع التربة والمحصول والغاية من الحراثة، حتى انه في بعض الانواع من الترب لا ينصح بالحراثة وتسمى بدون حراثة او حراثة الصفر. والحراثة نوعان حراثة اولية وحراثة ثانوية. الحراثة الاولية عادة ما تكون حراثة عميقة لتفكيك التكتلات في التربة وجعلها انعم، والثانوية عادة ما تكون سطحية او في بعض الاماكن فقط وتكون التربة الناتجة ناعمة لتحضير مهد في التربة للبذور. ويمكن جمع النوعان بحراثة واحدة حيث يتم حرث التربة بعمق مع التمشيط لسطحها وتنعيمه. وهناك بعض الالات الزراعية المستخدمة لاغراض الزراعة حيث يتم جمع النوع الثاني مع امكانية بذر البذور والاسمدة ونشرها في التربة مرة واحدة وهو ما اصطلح عليه بازراعة للبذور او الغراسة للاشتال النباتية.
الادارة الحصيفة للتربة يعتبر مفتاح نجاح الانشطة الزراعية المختلفة وضمان استدامة التربة والانتاج . هناك العديد من الطرق لادارة التربة وتشتمل على عدة ممارسات زراعية منها اجراء عملية الحراثة بعدد من المرات بانواع من المحاريث تتناسب والغاية من الحراثة، المحافظة على المادة العضوية في التربة، المحافظة على توفر العناصر الغذائية بالشكل الكيميائي والنوع والتركيز الذي تحتاجه النباتات، تجنب تلويث التربة، ومعادلة درجة الحموضة في التربة، والسيطرة على موضوع فقدان التربة من خلال الانجرافات والتي تم فيها فقد الحبيبات الصغيرة من التربة ومنها فقدان العناصر الغذائية المتوفرة للنباتات. جميع هذه الممارسات تعتمد على نوع التربة، وتركيبها وقوامها، ودرجة الميلان الموجودة في المكان وعلى نوع المحاصيل .
يتم اختيار نوع الادوات والمحاريث المستخدمة في الحراثة تبعا للغاية التي من اجلها تم اتخاذ القرار بالحراثة، وظروف التربة، وطبيعة الاعشاب السائدة في الموقع، وعمليات قلب وتدوير المخلفات النباتية.
ادارة انظمة الحراثة
وهي عمليات متتابعة يتم من خلالها معاملة التربة لانتاج المحاصيل. وتشمل حراثة التربة، زراعة الاشتال، اضافة الاسمدة، رش المبيدات، الحصاد، وتشميل مخلفات المحاصيل او تجميعها على شكل بالات. ومن الجدير ذكره هنا ان هذه العمليات المختلفة تؤثر على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة، والتي بدورها تؤثر على نمو النباتات. فمثلا اولى الخطوات الواجب فهمها عند اضافة الاسمدة واتخاذ قرار الاضافة هي معرفة وادراك نوعية الممارسة الحراثية المصاحبة لهذه الاضافة وتاثيرها على الاضافة نفسها من حيث التوزيع والانتشار، وتاثيرها على خصائص التربة.
ممارسات الحراثة الحافظة والتي تركز على ادارة مخلفات المحاصيل بطريقة موسمية اوعلى مدار العام والتي تبدا باختيار المحصول المنوي ادارته. وللتوضيح فان المقصود بتدوير او قلب المحاصيل او مخلفات المحاصيل الزراعية هي لاغراض عمليات تحسين خصائص التربة فمثلا عادة ما يتم اختيار نوع من المحاصيل التي تتميز بمجاميع خضرية كثيفة بصورة سنوية او دورية وعادة ما تكون هذه المحاصيل بدورة زراعية بعد زراعة محاصيل ذات مخلفات خضرية او هي نفسها قليلة الكثافة الخضرية وهذا المفهوم ينطبق على النباتات التي يتم استهداف مجاميعها الخضرية كمنتج. مثل هذه الانواع من النباتات التي يتم تدوير او قلب مجاميعها الخضرية او مخلفاتها الخضرية من البقوليات. ادارة مخلفات النباتات في هذه الحالات هي عملية تتطلب استخدام ادوات تقلب التربة وبطريقها تقلب المخلفات بين حبيبات التربة وتوزيعها. هناك نوع وغاية اخرى من عمليات ادارة النخلفات وهي حماية سطح التربة من تاثير الحرارة المرتفعة وفقدان المياه من خلال التبخر وخصوصا بحالة الري السطحي، او حماية التربة من عمليات الانجراف وبالتالي يتطلب ذلك قلب المخلفات وخلطها مع حبيبات التربة لزيادة تماسك التربة. نسب عمليات التدوير او الفرد او الخلط تعتمد على خصائص الموقع ويعبر عنها بالنسبة المئوية ويمكن التعبير عنها بالوزن مقارنة بالمساحة المطلوب تغطيتها او حمايتها. هذه الانواع من الادرارات باستخدام مخلفات النباتات او المحاصيل يعتبر من بدائل الحراثة الاعتيادية وهي جزء من اللا حراثة او صفر حراثة، الزراعة بصورة السلاسل الترابية او الحروف الترابية المستعرضة، و الحراثة المنخفضة او المصغرة.
انواع المحاريث الشائعة:
محراث السكة وعادة ما يكون مجرور بالحيوانات ويستخدم لتوزيع وقلب الاسمدة العضوية (مخلفات الحيوانات) ، الاسمدة ومخلفات النباتات. محراث السكة يكون مجرور بالجرارات او التراكتورات ويستخدم للحراثات العميقة وقلب التربة للاعماق.
محراث الجزارة ،وهنا نذكر ان معظم أدوات فتح الترب تعمل بشكل سيئ للغاية عندما تغطي التربة الحشائش الطويلة أو الرعوية، ويمكن ان يقوم محراث الجزر بتقطيعها لاحجام صغيرة مما يجعل المهمة التالية لادراتها أسهل بكثير. وهنا للادارة السليمة والتخلص السليم من الاعشاب والحشائش من النوع السابق يكون استعمال ممحراث الجزر اولا ومن ثم يتم ترك النباتات المفتتة لفترة معرضة لاشعة الشمس لتجف مما تسهل ادارتها لاحقا.
محراث الامشاط وهي من الادوات الحراثية المهمة والتي تستخدم لتسوية التربة والناعمة والمفتتة بعد الحراثة الاولى تمهيدا لتحضير مهد البذور والنباتات. ومنها الامشاط الزمبركية وهو من الانواع القديمة حيث بان له اسنان مصفوفة بخطوط او صفوف متصلة مع زمنبركات لتسهيل حركة الامشاط وعدم تعريض الاسنان للتكسر. تتم معايرة الاسنان لتحديد الضغوط اللازمة يدويا.
الامشاط الاسطوانية وهي تعمل عمل مدحلة حيت تتدحرج على سطح التربة وتعمل على تحطيم وتفتيت التربة السطحية الكتل كبيرة الحجم وعادة ما يستخدم بعد استعمال الامشاط الزمبركية.
امشاط السلسلة حيث تستخدم لتهوية التربة وازالة المخلفات الموجودة على سطح التربة وايضا لنشر وتوزيع اية مواد تضاف على سطح التربة كالدبال مثلا. واحيانا تستخدم لتهريش سطح التربة وتغطية البذور صغيرة الحجم، ويمكن استخدامها في تفتيت كتل الاسمدة المضافة على سطح التربة .
الامشاط القرصية ، وتستعمل لتحضير المزارع بفرم الاعشاب ومخلفات المحاصيل. ويمكن معايرة الاقراص بحيث تتقعر لزيادة تاثيرها بعد الحراثة التحضيرية كونها اشد واكثر اثر من الامشاط الزمبركية.
المحراث الخشبي أو المحراث التقليدي Wooden or Indigenous plough ، مصنوع من الخشب مع راسية مدببة من الحديد. ويوجه من الحيوانات وبالاغلب الثيران. يعمل هذا المحراث بقص شق في التربة (تلم) على شكل 'V' ويفتح التربة، ولكن لا يقوم بقلب التربة. هذه العملية ليست مثالية لأن هناك مناطق خالية (على اطراف الاتلام) بين الأخاديد او الاتلام ، ويمكن التخلص من ذلك عن طريق الحرث المتقاطع (باتجاهين متقاطعين). اعتمادا على حجم المحراث والغرض من الحراثة.
هناك ثلاثة أنواع من المحاريث الخشبية:
المحراث الثقيل Heavy Plough وينزل بالتربة على عمق 15-20 سم وويحتاج الى قوة حيوانية اكثر من واحد، تتراوح ما بين 3-4 أزواج من الثيران. ويطلق على هذا النوع بمحاريث التربة السوداء ويحرث ما بين دونم الى دونم ونصف يوميا.
محراث الأراضي الجافة Dryland plough وهو أصغر من المحراث الثقيل ويختلف في الحجم ونوع التربة، ويغطي مساحة من 1.5 دونم – 2.5 دونم يوميا. اما المحاريث المستعملة للأراضي الرطبة A worn-out dry land plough فالمحراث أصغر من المحاريث الخشبية الاخرى.
محاريث قلب التربة Soil inversion or turning ploughs وتكون مصنوعة من الحديد ويتم تركيبها على زوج أو اثنين من الثيران بحسب نوع التربة، وحديثا تجر بالتراكتورات او الجرارات.
المحراث القلاب Mould board plough وهذا النوع لا يترك اجزاء غير محروثة كما هو الحال بمحاريث الاثلام حيث تتم الحراثة بقلب التربة باتجاه واحد وبالتالي امكانية تعاقب الحراثة بالخط التالي مباشرة دون ترك مسافات بينية بدون حراثة حيث يكون دفع التراب المزاح باتجاه المحروث سابقا.
المحراث القلاب المجرور بحيوان يمكنه حراثة على عمق 15 سم، ويمكن وضع قطعتين من المحاريث القلابة متتاليين وربطهما مع بعضها البعض من خلال محور جامع لهما وجرها بالتراكتور ويحرث على عمق 25-30 سم.
المحراث القرصي Disc plough
وهو محراث قرصي مشابه قليلا إلى المحراث القلاب حيث تستبدل اقراص الحراثة السابقة بقرص كبير دوار صلب ومقعر حيث يتحول القرص لتكوين شريحة اثلام على جانب واحد. الحجم المعتاد من الاقراص لهذا النوع هو 60 سم في القطر، ويحرث بعمق 35-30 سم لشريحة الثلم الواحدة. ويتميز هذا النوع بانه الأكثر ملاءمة للأراضي التي تكثر فيها النباتات العشبية الليفية ، ويستخدم للترب ذات الأعشاب الضارة وفي التربة الخالية من الحجارة. ايضا يستخدم هذا النوع أساسا لكسر الطبقات السطحية المنضغة (الترب صلبة الاسطح او الصماء Hard Pan ( وتحرث بعمق (60-70 سم).
المحاريث القرصية او محراث الريف المحراث القرصي Disc plough ويستخدم للتخلص من الاعشاب الزاحفة والاعشاب كثيرة الانتشار او كثيفة الانتشار وقلبها في التربة واقتلاعها من جذورها ومن ثم قتلها بالتجفيف. ومع تكرار هذه العملية بفترات زمنية متقاربة يتم التاكد من ازالة هذ النباتات من جذورها وبنفس الوقت تسوية سطح التربة وتمهيدها واعادة توزيع التربة واخفاء القنوات بحال تكونت من استعمال محاريث من انواع اخرى سابقا.
المحراث الازميلي Chisel plough
ويستخدم عادة لكسر الطبقات الصم والحراثة العميقة التي تصل الى 60 – 70 سم عمقا مع القليل من التشتت الذي يمكن ان يحدث لطبقات التربة العليا . ويكون جسم هذا المحراث رفيع مع قطع يمكن استبدالها وتغييرها لاغراض التكسير وخصوصا للتربة بالاسفل.
محاريث مكونات السلاسل او التلال Ridge plough وهي محاريث كاسحة تتكون من قطعتين من المعدن كل قطعة مصقولة ومنبعجة باتجاه الخارج بالثلث السفلي منها تشكل شفرا الحراثة ، تلتحمان مع بعضهما البعض لتشكلان جسدا واحدا باتجاهين متعاكسين حيث تقوم كل واحدة بتحويل التربة المخترقة إلى اليمين والأخرى إلى اليسار، وتكون احجامها مختلفة بحسب نوع التربة ونوع المحصول ويمكن ان يتم تركيب اكثر من واحدة على محور جامع لها يجر بالتراكتور. يستخدم هذا النوع لفتح اخاديد او اتلام لتكوين مهد حاضن لمحاصيل مثل قصب السكر والقطن الخ. تستخدم هذه المحاريث لفتح اتلام عريضة حيث يتم ربط قطعتين منه على محور يبتعدان عن بعضهما البعض 150 سم ويتم جرها بالتراكتور لفتح الاتلام.
المحراث الدوار او المحراث المعول Rotary plough or Rotary hoes
يعمل هذا النوع على قطع التربة وسحقها اي تفتيتها الى حبيبات ناعمة ويتم ذلك إما عن طريق الشفرات أو الأسنان ذوات النصل وهو الاكثر شيوع حيث يصل عمق القطع الى 12-15 سم. وقد ثبت ان المحراث الروتاري اوالدوار هو الأكثر ملاءمة للترب الخفيفة.
محراث الاحواض Basin lister
محراث الاحواض وهو من المعدات الثقيلة ويحمل قرص او اثنين حيث تحمل هذه الاقراص على محور تعمل بالتناوب ويستخدم لتشكيل الأخاديد المدرجة (الأخاديد المقطوعة مع السدود الصغيرة والأحواض) لمنع جريان مياه الأمطار ووايقاف انجراف التربة في المناطق قليلة الأمطار.
الحراثة الثانوية Secondary tillage وفيها عمليات الحراثة الخفيفة يتم تنفيذها بعد الحراثة الاولية. بعد الحراثة يترك الحقل مليء بالكدر وبعض الاعشاب وبقايا نباتات وزروع جذورها مستاصلة جزئيا وتاتي الحراثة الثانوية لاستكمال الازالة لها. عمليات الكسح المطلوبة بهذه الحالة تكون لاعماق بسيطة لتحطيم الكدر الكتبقي وازالة واستئصال المتبقي من الجذور. الكاسحات القرصية، الحاصدات، الكاسحات ذوات الشفرات وغيرها عادة ما تستخدم لهذه الغاية. في بعض الحالات يتم استخدام الواح خشبية لاستكمال تفكيك الكدر وتنعيمها وبنفس الوقت لضغط التربة قليلا بعد التفكيك. وبهذا يكون المهد او التربة جاهزة لزراعة البذور ونثرها كعمليات ثانوية.
المحاريث الكانسة او الماسحة Sweep cultivator ، وتستخدم في الزراعات التي يتم فيها تغطية سطح التربة ببقايا الزرع فإنه من الصعب إعداد الأرض بالأدوات الاعتيادية للحراثة بسبب وجود البقايا والتي تكون كعازل معيق لوصول الشفرات للتربة مباشرة ويكون استعمال الكانسات ضرورة. والمحاريث الكانسة عبارة عن قطع معدنية على شكل حرف 'V' ريشها مقلوبة تربط او تعلق على محور معدني يصلها بجسم التراكتور، ترتب هذه الشفرات بشكل مواز لسطح التربة على عمق 10-15 سم ، وهي مرتبة في صفين متداخلين. يستخدم هذا النوع للتعشيب بعمق 12-15 سم في التربة خلال العملية الأولى وسطحية في الحراثات التالية.
يتم استخدام الأمشاط Harrows للزراعة السطحية مثل إعداد المهد البذور، وتغطي البذور والشتلات وتعمل على ازالة الاعشاب. محاريث الأمشاط نوعان، المشط القرصي disc harrow يتكون من عدد من الاقراص المقعرة بقطر 45- 50 سم. يقوم هذا النوع عمل قطع في التربة ويفتت الكدر . المشط الشفرة Blade harrow ويستخدم لعدة اغراض مثل ازالة الاعشاب وبقايا المحاصيل وتحطيم الكدر وباعماق قليلة. يقوم ايضا بتغطية البذور.
وهنا لا بد من الاشارة الى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الاوقات التي تتم فيها الحراثة والذي يعتمد مبدئيا على مدى توفر الرطوبة في التربة. الترب الجافة وعند اجراء الحراثة والتي يتم فيها قلب التربة فان ذلك سيكون صعب على الاداة المستخدمة في الحراثة وبالتالي الحاجة الى مزيد من الجهد والطاقة المبذولة للتحرك وتحريك التربة، كذلك فان عملية قلب التربة سينتج عنه كتل متراصة من التربة (كدر) مما يؤثر على زيادة حجم الفراغات وتعريض داخل التربة لاشعة الشمس المباشرة وزيادة تبخر المياه بين حبيبات التربة، اضافة الى صعوية الرجوع الى الاحجام الحقيقية للحبيبات وتفككها وهو عكس الغاية من الحراثة. وبالمقابل عند اجراء الحراثة بترب غرقة (كشبعة بالماء او رطويتها عالية) فان الترب ومع ضغط المحراث تتشكل بصورة عجينة وجزء كبير منها تلتصق بالمحراث، والحالة الاشد خطورة هي تشكيل طبقة صماء نتيجة احتكاك المحراث بالتربة في النقطة التي تتساوى فيها قوة الدفع من المحراث وقوة الممانعة عند حبيبات التربة وبوجود الماء فان حبيبات الرتبة تعيد ترتيب بعضها البعض بحيث تتوزع الحبيبات وتتوزع جانبيا وتشغر الفراعات بين الحبيبات وبالتالي تتقارب الحبيبات من بعضها البعض كثيرا بدون فراغات وعند فقد الرطوبة يتم ذلك على شكل تفريغ هواء فيزيائيا ويزداد تقارب الحبيبات وتلتصق مع بعضها البعض بقوة فتنضغط التربة.
لكن عند اجراء الحراثة بترب رطبه (وليس غرقة) بنسبة رطوبة بين 25-50 %، وهنا الترب الخفيفة يراعى ان تكون الرطوبة فيها عالية بينما الترب الثقيلة يراعى ان تكون الرطوبة فيها قليلة.
لاختيار نوع المحراث والعمق الذي يمكن ان تتم فيه الحراثة لا بد من معرفة نوع المحصول المنوي زراعته او قلب مخلفات المحاصيل وبالتالي معرفة نوع الجذور لهذه النباتات. فالمحاصيل ذات الجذر الوتدي تحتاج الى حراثة عميقة للوصول الى منطقة انتشار وتوزع الجذور، بينما المحاصيل ذات الجذور الليفية او العشبية فان جذورها تكون سطحية ، وبالتالي فان الحراثة تكون حراثة سطحية. اما بالنسبة لعدد الحرثات المطلوبة للحصول على اتلام مناسبة كمهد للبذور والنباتات يعتمد على نوع التربة، وجود وكثافة الاعشاب ووجود مخلفات المحاصيل على سطح التربة. في الترب الثقيلة يكون عدد الحرثات المطلوبة مناسبا بين 3-5 حرثات، والترب الخفيفة بين 1-3 حرثات يكون مناسب. عندما تكون كثافة المحصول المنوي تدويره عالية فان عدد الحراثات يزداد لضمان التوزيع والنشر المناسبين.
الحراثة على عمق 25-30 سنتميتر تعتبر حراثة عميقة، والحراثة على عمق 15-20 سمنتميتر تعتبر حراثة متوسطة العمق، بينما الحراثة على عمق 5-10 سنتميتر تعتبر حراثة خفيفة او سطحية. اما اللاحراثة No Till فتتم من خلال عمليات خربشة او هز حبيبات التربة على سطح التربة او حفر حفر صغيرة بمسافات متباعدة.
النباتات التي جذورها درنية او ريزمات وللتخلص من الاعشاب بين الخطوط فان الحراثة يجب ان تكون خفيفة او سطحية لتجنب تعريض الدرنات لاشعة الشمس مما يعرضها لزيادة تاثير اشعة الشمس وفقدان الرطوبة من التربة والدرنات نفسها فتموت. اما لاغراض التخلص من الاعشاب الدرنية او الريزومية فان الحراثة تكون عميقة للتخلص منها وازالتها كونها مصادر تجديد للنبات ونموها مرة اخرى وللاخرى التي لا تصلها المحاريث فتعرضها لاشعة الشمس فتموت. الحراثة الصيفية تقلل من انتشار ووجود المسببات المرضية من خلال تعريضها لاشعة الشمس الحارة. اما الحراثة العميقة فانها تحسن من قدرة التربة على الاحتفاض بالرطوبة من خلال اعادة توزيع وترتيب حبيبات التربة وازالة الانضغاطات الطبيعية الناتجة عن رجوع الحبيبات والتصاقها مع بعضها بعد فقدانها للرطوبة صيفا وبسرعة، وبالتالي يكون موعدها ببداية الشتاء مع وجود رطوبة مناسبة لتفكيك التكدرات المتكونة وتفتيتها.