تنسيق حدائق 6 .... التكاثر (Propagation)
يعرف التكاثر بأنه التعاقب المؤدي لاستمرار وإستدامة الأنواع ومضاعفة الخلايا والأعضاء بتنظيم المضاعفة الذاتية لميكانيكية تنظيم الحياة والتي تؤدي لتكوين كائن حي جديد.
والتكاثر يتم إما جنسيا أو لاجنسيا.
التكاثر الجنسي, هو عملية دمج نواتين جنسيتين (ذكرية وأنثوية) من نباتين منفصلين أو من نفس النبات, من زهرة واحدة أو من زهرتين مختلفين, شريطة أن تكون من نفس النوع لتندمج لتكوين صفات جديدة تجمع بين بعض الصفات القادمة من النبات الأب والبعض اللآخر من النبات الأم ( الملقًح والملقِِح ).
التكاثر اللاجنسي, هو عملية إنقسام خلايا الأم ذاتيا, على إعتبار أن الخلية الواحدة تحمل جميع الصفات الوراثية اللازمة لتكوين نبات مستقل شبيه بالنبات الأم بواسطة الإنقسامات المعروفة لتكوين النبات.
ويسمى أيضاً بالتكاثر الخضري, يتضمن تحفيز الأنسجة المستخدمة بالإكثار لتكوين مجاميع جذرية وخضرية من هذه الأجزاء دون إحداث تغييرات على الصفات الأصلية. تتميز هذه الطريقة أنها أسهل وأسرع من التكاثر البذري (الجنسي), كذلك تستخدم لتسريع الحصول على نباتات جديدة بعيدا عن مشاكل سكون البذرة وتقصير مرحلة النمو اليافع الذي يمر بالبذرة إلى الشتلة فالنبات النشط. ومن إيجابيات هذه الطريقة تكرار السلالة الخضرية (Clone) الجيدة والمرغوبة بعيدا عن التغيرات الجنسية التي قد تغير في بعض الصفات, إضافة إلى إكثار النباتات التي لا تنتج بذور مثل صنف برتقال نيفل واشنطن، وصنف الموز كروز ميشل وصنف العنب عديم البذور.
طرق التكاثر
1- التكاثر الجنسي أو البذري
التكاثر الجنسي أو البذري هو إنتاج فرد أو نبات جديد من جنين البذرة الجنسي والناتج عن عملية التلقيح للبويضة (الأعضاء الأنثوية) المتكونة في الزهرة بحبوب اللقاح (الأعضاء الذكرية) وحدوث الأندماج فيما بينها, والإخصاب (تكوين الزيجوت) لتكون فيما بعد البذور. تستخدم البذور كوسيلة إكثار أساسية في العديد من المحاصيل النباتية مثل الخضر ونباتات الزينة والزهور, إلا أنه لا ينصح إكثار معظم أشجار الفاكهة بواسطتها للتباين المحتمل حصوله في الصفات الوراثية مقارنة مع النباتات الأصل, كون أن عملية إنتقال الصفات الوراثية تتم بنقل جزء من الصفات الوراثية من الأم وجزء من الأب, وتكوين نبات جديد قد يحمل صفات جديدة لا ترضي رغبات المستهلكين.
ومن أهم الأسباب التي لا يفضل فيها إنتاج النباتات عن طريق البذور هي إنتاج نباتات مختلفة في تركيبها الوراثي نتيجة للتلقيح الخلطي, والذي يؤدي لحدوث إنعزالات وتكوينات وراثية جديدة تؤدي للحصول على أفراد تختلف صفاتهم عن النبات الأم.
غالباً ما يتأخر إثمار الأشجار أو النباتات الناتجة من البذور مقارنة مع تلك الناتجة عن الإكثار الخضري فيتم اللجوء للتكاثر الخضري.
الحالات التي يستخدم فيها التكاثر الجنسي
1- إنتاج أصول قوية ومقاومة للظروف البيئية والأمراض, وذلك لتطعم عليها كأصول جذرية الأصناف التجارية المرغوبة.
2- إستنباط أصناف وسلالات جديدة بواسطة التهجين بين الأنواع والأصناف المختلفة.
3- صعوبة إكثار بعض الأنواع بإستخدام طرق التكاثر الخضري المعروفة, كما في حالة أشجار البن الكاكاو وجوز الهند.
إنبات البذور
يتطلب إنبات البذور توفر العوامل الرئيسية التالية:
1- أن تكون البذور حية, أو أن يكون لها جنين حي وله القدرة على الإنبات.
2- عدم وجود البذرة في حالة سكون, أو أن يكون الجنين قد مر بعمليات وتغيرات ما بعد النضج, وغياب الموانع الكيميائية أو الفسيولوجية التي تعيق الإنبات.
3- توفر العوامل البيئية الملائمة للإنبات (درجة الحرارة (17-18 د.م.، الرطوبة، الأكسجين، الضوء).
شروط إختيار البذور لأغراض الإكثار
- أن تكون البذور ذات حيوية عالية.
- أن تتمتع بقدرتها على الإحتفاظ بمحفزات الإنبات والنمو.
- توفر التجانس في الشكل والحجم واللون .
- نظافة البذور وخلوها من الشوائب البذرية والأوساخ الأخرى .
- سلامة البذور وخلوها من الأمراض الفطرية والحشرات.
سكون البذرة Seed Dormancy
وهي الفترة التي تكون فيها البذرة غير قادرة على النمو والإنبات.
هناك نوعان من السكون, الأول هو السكون الرئيسي, وهو السكون الناتج عن عدم إكتمال نضج البذرة فسيولوجيا, وبالتالي فإن البذرة تحتاج لفترة زمنية إضافية لإكمال نضج جنينها, فتكون ساكنة فسيولوجيا. والنوع الثاني وهو السكون الثانوي, وهو السكون الناتج عن عدم توفر الظروف البيئية المناسبة للإنبات, من درجات حرارة أو عدم كفاية مستوى الرطوبة في التربة واللازمة للبدء في عمليات نمو البادرات لإنتاج نبات جديد.
أسباب سكون البذرة تتلخص بما يلي
- صلابة غلاف البذرة كعائق ميكانيكي, والذي يكون من الصلابة بمكان بحيث تكون البادرات غير قادرة على الولوج من الغلاف للخارج وفتح ممر للبادرات (البادرو هي النموات الجديدة التي تخرج من البذرة).
- قلة نفاذية الماء والهواء لداخل البذرة.
- عدم نضج الجنين وعدم إكتمال نموه فسيولوجيا.
- زيادة تركيز المواد المثبطة للإنبات.
- عدم توفر الظروف البيئية المناسبة لإنبات البذرة.
كيف نتخلص من السكون
- التنضيد Stratification
وهو أن يتم تعريض البذور إلى درجات حرارة منخفضة (5- 10 درجة مئوية), مع توفير الرطوبة والتهوية المناسبتين ولفترات زمنية مناسبة, بحسب نوع البذرة سواءاً كان بصورة طبيعية أم بصورة إصطناعية, والتي تقوم بالنهاية بتوفير إحتياجات البذرة من درجات الحرارة المنخفضة التجميعية اللازمة لكسر طور السكون المتسبب عن نقص عدد الساعات المطلوبة من الحرارة المنخفضة.
من ذلك نرى أن التنضيد يؤدي إلى تحقيق الفوائد التالية:
- إنضاج الجنين فسيولوجيا, وذلك بتزويد النبات بإحتياجاته من درجات الحرارة المنخفضة.
- تليين غلاف البذرة الخارجي الصلب والناتج عن إمتصاص الماء.
- التخلص من مثبطات النمو الموجودة بغلاف البذرة أو في الجنين.
- زيادة نفاذية غلاف البذرة لتسهيل دخول الماء والهواء.
- كسر حدة صلابة غلاف البذرة وتقليل مقاومته لبزوغ البادرات, مما يسهل عملية خروجها فوق سطح التربة.
- الخدش Scarification
والهدف منه هو تفكيك صلابة وتماسك غلاف البذرة للحد من المقاومة الميكانيكية وزيادة نفاذية الغلاف. يكون الخدش إما ميكانيكيا بكسر غلاف البذرة بمطرقة, أو بإستعمال ورق الزجاج لحف الغلاف الخشبي وتقليل سماكته لتسهيل عملية خروج البادرات, أو خدش كيميائي بإستخدام حمض الكبريتيك المركز, حيث تنقع البذور لمدة زمنية تتراوح بين 10 دقائق – 6 ساعات بحسب نوع الغلاف البذري, وبعد التأكد من تحطيم مكونات غلاف البذرة وليونته دون الإضرار بمحتوياتها الداخلية يتم غسل الحمض بواسطة الماء الجاري وتخفيف درجة حرارة البذرة.
- معاملة البذور بنقعها بالماء
يعتمد ذلك على مدى صلابة الغلاف البذري, حيث يتم نقع البذور بالماء البارد أو الساخن لإذابة مثبطات النمو القابلة للذوبان في الماء والموجودة بغلاف البذرة, ويتم تغيير الماء من حين لآخر للتخلص من المثبطات المذابة بالماء.
الماء بدوره يقوم بتطرية وتليين غلاف البذرة ومن ثم تسهيل عملية خروج البادرات.
إستعمال منظمات النمو
هناك مواد كيميائية يتم إفرازها داخل البذرة, تكون وظيفتها منع عمليات النمو والإنقسامات في خلايا الجنين, على إعتبار غياب الظروف المناسبة للإنبات مثل حامض الجبريلين أو البرومالين أو الثيويوريا أو نترات البوتاسيوم, وبإزالتها يتم تحفيز عملية إنقسام الخلايا وبدء عملية الإنبات وزيادة نسب نجاحها. هذه المواد الكيميائية إضافة لتحفيز النمو, تعمل على تزويد البذور بدرجات ملحوظة من الحرارة المنخفضة والتي تساعد على كسر طور السكون الرئيسي.
2 - التكاثر الخضري ( التكاثر اللاجنسي)
يقصد بالتكاثر الخضري إكثار النباتات وزيادة أعدادها بإستخدام أي جزء من الأجزاء الخضرية للنبات الواحد (مثل العقل والأبصال والكورمات والجذور المتدرنة والرايزومات والخلفات والسرطانات وتجزئة أو تقسيم النبات ), أو الأجزاء الجذرية أو من الأنسجة النباتية أو الخلايا المفردة بعد زراعتها في بيئات معقمة ( زراعة الأنسجة) وذلك لإنتاج نباتات جديدة تكون مشابهة تماماً للنبات الأم.
انواعه
ا- التكاثر الخضري الطبيعي
ويتم بإستغلال الأجزاء الخضرية طبيعياً وبدون تدخل الإنسان بحال توفر شروط تحفيز وتنشيط الخلايا للتمايز الجديد والذي يتغير بحسب الحاجة للحفاظ على النوع من الأنقراض, ويتم ذلك بعدة طرق :
ب- التكاثر الخضري الاصطناعي
وتتم بتدخل الإنسان لإستغلال بعض أجزاء النباتات لما تتمتع به من صفات تجعلها قادرة على التمايز والنمو, ولنجاح إكثارها فإنها تحتاج لتوفير الظروف الملائمة للبدء بعمليات النمو وتكوين الجذور ومن ثم الحصول على نبات كامل يشبه بصفاته النبات الأم، أمثلة عليها :
- التكاثر بإستخدام العقل كما في الورد الجوري والزيتون وغيرها.
- التطعيم كما في اللوزيات والحمضيات والورد.
زراعة الأنسجة النباتية.
أسباب التكاثر الخضري
أ- المحافظة على الصفات الوراثية المرغوبة, والحصول على نباتات مشابهة ومطابقة تماماً للنبات الأصل في صفات النمو والأزهار والثمار, حيث أن تكاثر بعض النباتات عن طريق البذور ينتج عنها نباتات جديدة تختلف صفاتها الوراثية عن النبات الأم التي أخذت منها هذه البذور، وغالباً ما تكون النباتات الناتجة سيئة الصفات.
ب- إكثار النباتات التي يصعب إكثارها بواسطة البذور والتي قد تكون عقيمة وراثيا,ً أو لا تستطيع تكوين بذوراً, أو في الحالات التي لا تكون فيها النباتات قادرة على إنتاج البذور, أو تنتج بذور بكميات قليلة, أو بسبب قلة إنبات البذور لضعف حيويتها, أو لعدم إكتمال نمو أجنتها.
ج- يستخدم التكاثر الخضري لإنتاج نباتات كبيرة الحجم وأشجار مثمرة في وقت قصير, وبوقت أقل من النباتات التي تتكاثر بواسطة البذور, حيث أن فترة طور النمو والإنتاج في هذا النوع من الإكثار تكون أقصر من النباتات التي يتم إكثارها بالبذور, والتي عادة ما تتأخر في الدخول بمرحلة الإزهار وحمل الثمار.
د- للتغلب على بعض الأمراض والديدان الثعبانية التي تغزو الجذور, كما في عملية التطعيم على أصول الأشجار المقاومة لهذه الآفات والحشرات.
هـ- التغلب على العوامل البيئية غير الملائمة لزراعة أنواع أو أصناف نباتية معينة, مثل زراعة الخوخ الذي لا ينجح في الأراضي الثقيلة وذلك بعد تطعيمه على أصل البرقوق أو المشمش الذي تنجح زراعته في الأراضي الثقيلة.
و- إنتاج أصول متشابهة في تركيبها الوراثي, كذلك للحد من الطفرات الوراثية التي قد تحدث بصورة طبيعية أو نتيجة إستخدام الأشعة أو بعض المواد الكيماوية التي يمكن أن تسبب الطفرات الوراثية.