مبادئ عامة في تصميم الحدائق 9 كيف تنمو الحديقة
للبدء بعملية تنسيق الحدائق لا بد من معرفة أن الحديقة تنشأ من تنسيق وترتيب عدة عناصر (نباتية وبنائية ) بتوافق تام مع بعضها البعض ومع محتويات الحديقة الأصلية.
قد تشمل الحديقة العناصرالنباتية والعناصر البنائية والعناصر المائية معاً أو بترتيب جزئي بهدف تحقيق توحدية اللوحة النهائية والتي تظهرها تصاميم معينة على أرض الواقع ترتب بنظم محددة لتظهر معالمها الجمالية بما يحقق الهدف الذي من أجله تم إنشاء الحديقة.
لفهم طبائع تشكيل الحدائق ونموها, لا بد لنا أولا أن نفهم طبيعة مكونات الحديقة الطبيعية, والتي تتحدد من خلال التوزيع الطبيعي للغطاء النباتي في الجوار.
لتحقيق هذه التوافقية بالتصميم هناك عدة عوامل تؤثر في توزيع الغطاء النباتي الطبيعي والعناصر الأخرى طبيعياً على أرض الواقع, وهي نفسها العوامل المؤثرة بتصميم الحدائق كعوامل طبيعية يمكن ملاحظتها من خلال :
العوامل الطبيعية مثل:
الموقع الجغرافي
التضاريس أو طبيعة الارض
المناخ
وكعوامل غير طبيعية يمكن ملاحظة:
رغبة المالك
طراز المبنى
الظروف الإجتماعية
الغرض من إنشاء الحديقة
الظروف الإقتصادية
إضافة لتلك العوامل بصورتها العامة والتفصيلية, هناك عامل مهم جداً يؤثر في إختيار الأنواع النباتية وعناصر التصميم في موقع الحديقة, وهو التربة وخصائصها.
التربة
هي الطبقة السطحية الرقيقة الهشة التي تغطي صخور القشرة الأرضية بسمك يتراوح بين بضع سنتيمترات إلى عدة أمتار.
تعتبر التربة الوسط الطبيعي لنمو وإنتشار جذور النباتات حيث تتكون التربة من المواد المعدنية والمواد العضوية والماء والهواء، و تنشأ التربة من تكوينات صخرية عن طريق عمليات التجوية الميكانيكية والكيميائية التي تسهم في تفكك الصخور وتحطمها وتهشمها وتفتتها إلى مادة أولية تسبق نشأة التربة وتكوينها.
تتطور التربة وتنمو متأثرة بعوامل متعددة مثل نوع الصخر الأم الذي تكونت منه التربة, أو المواد الأولية والمناخ والطبوغرافيا والكائنات الحية والزمن.
تستغرق نشأة وتكوين التربة عشرات أو مئات السنوات, حيث تتعرض خصائصها الطبيعية والكيميائية إلى التغير والنضج مع مرور الزمن.
عوامل تكوين التربة
- المادة الأم
وهي المادة الأولية والتي تتكون منها التربة, والتي يمكن أن تكون من الصخور, أو المادة العضوية, أو السطوح القديمة على سطح الارض, أو الترسبات الناتجة من المياه أو الرياح, أو البراكين وغيرها.
- الكائنات الحية
تساعد الكائنات الحية الدقيقة والكبيرة منها بتكوين التربة عن طريق الأنشطة الحيوية التي تقوم بها بتغيير التركيب الكيمأوي للتربة عن طريق المخلفات الحمضية أو القاعدية التأثير والناتجة من مختلف الأنشطة الحيوية, كذلك فإن بعض الأنواع الحية تقوم بتحليل المواد العضوية من أوراق الأشجار والنباتات الميتة وكائنات حية أخرى ميتة, حيث تتحلل إلى مواد عضوية تدخل في تركيب التربة, وتساهم بشكل كبير جداً بتحسين خواص التربة, كذلك فإن هذه الكائنات عندما تموت فإنها تتحلل كمادة عضوية تضاف إلى التربة. تتكامل هذه العوامل لتكوين التربة الصالحة لنمو النبات.
- الطبوغرافيا أو التضاريس العامة للتربة
موقع التربة ضمن التنسيق العام للأرض يؤثر بدرجة كبيرة في تكوين التربة إلى المستويات التي يمكن للظروف المناخية والعوامل الأخرى التأثير في نشأة التربة.
طبيعة الأنحدار وتأثيره في تواجد التربة في مكان تكوينها عن طريق تحديد درجة الإنجراف الذي تتعرض له التربة له أكبر الأثر في وجود أو عدم وجود النربة, ذلك أن المواقع العلوية للمنطقة المنحدرة عادة ما يكون فيها الإنجراف شديد, وبالتالي إزالة الترب المتكونة بالتدريج بتأثير الماء أو الرياح, مما يعمل على تقليل سماكة وعمق التربة في هذا المكان.
- المناخ
تقوم العوامل الجوية بتحات أو تآكل الصخور وتفتيتها إلى حبيبات صغيرة ومعادن. فالحرارة مثلاً ومن خلال الظواهر الفيزيائية, كالتمدد والتقلص التي تتعرض له الصخور والتي بدورها تقوم بتكسير الروابط بين محتويات الصخور, إضافة إلى كميات الأمطار وتوزيعها على مدار الموسم المطري والثلوج والرياح وأشعة الشمس وعوامل بيئية أخرى, تعمل على تفتيت المادة الأم (الصخور) بمساعدة الكائنات الحية وتحديد سرعة تكوين وتشكيل التربة.
- الزمن
جميع العوامل السابقة تتفاعل مع بعضها البعض بمرور الزمن بطريقة تتأقلم فيها أنشطتها للإستفادة من الوقت المتاح لها لإكمال عملياتها بتكوين التربة, وقد تستمر هذه العمليات إلى مئات أو آلاف السنين.