تنسيق الحدائق 2...... النباتات والبيئة

ولما كان هذا المفهوم يشتمل على أبعاد إقتصادية وإجتماعية وجمالية, فقد إستخدمت النباتات أيضاً لتضمينها في البعد البيئي عن طريق إستغلال الخواص التي تتمتع بها النباتات في التخلص من الكثير من الملوثات وخصوصاً الملوثات الهوائية .

لترسيخ أهمية النباتات للبيئة وتعظيم انتمائنا إلى محيطنا الحيوي وغير الحيوي والمحافظة عليه, لا بد لنا من زيادة الإهتمام بأولئك الأشخاص الذين نتوقع منهم المساهمة الفاعلة في خدمة مجتمعهم وهم فئة الشباب والعنصر النسائي.

معظم الدراسات تؤكد على أهمية النباتات في صيانة بيئتنا سواءاً كان الغلاف الجوي أو المياه واللذين تأثرا كثيراً بالتطور البشري الصناعي والذي أثر سلباً على البيئة.

في هذا السياق نورد بعض الحقائق للفت نظر القارئ العزيز لأهمية الحديقة على إختلاف أنواعها.

الشجرة المتوسطة تمتـص يومياً ما يعادل 1.7 كجم من ثانـي أكسـيد الكربـون وفي المقابل تنتج ما يعادل 140 لتر أكسجين يومياً, أي ما يعادل تنفس 10 أشخاص لمدة سنة.

إذا علمنا أن السيارة المتوسطة تنتج حوالي 11.9 كجم ثانـي أكسـيد الكربـون عندما تسير لمسافة 50 كم يومياً فانه يلزم زراعة 7 أشجار إزالة تأثير هذه الكمية.

تعمل الأشجار على إمتصاص كميات كبيرة من الغازات السامة الملوثة للهواء بشكل مباشر أو بعد ذوبانها في مياه الأمطار، مما يمنع وصولها للتربة أو الكائنات الحية المختلفة، إذ تمتص الأشجار ما يزيد عن 60% من غاز ثاني أكسيد الكبريت ( SO2 ), كما تساهم الأشجار في التقليل من غاز أول أكسيد الكربون على جوانب الطرق ولاسيما الطرق السريعة. فعلى سبيل المثال تمتص أوراق أشجار الحور والصفصاف حوالي 200-250 جراما من الكلور، كما وجد أن أوراق الأشجار المزروعة على جوانب الطرق تحتوي على تركيز رصاص 50 مجم / كيلوجرام من الوزن الجاف، بينما لا يزيد تركيز الرصاص في الأماكن غير الملوثة عن (3-5) مجم / كيلوجرام من الوزن الجاف.

تعمل الأشجار على التقليل من كميات الأتربة المحملة بالهواء من خلال قيامها بمنع مرور هذه الكميات وترسيب ما بين ( 40- 80 % ) من كمية الغبار العالق بالهواء.

تعمل الأشجار على إمتصاص الضجيج الصادر عن حركة المركبات، ومن خلال زراعتها على جوانب الطرق ترتد الموجات الصوتية بفعل إصطدامها بالأشجار فتقلل من حجم التلوث الصوتي الناتج عن أصوات المركبات.

تقوم الأشجار بالتخفيف من تأثير غازات الدفيئة, عن طريق معادلة الغازات الموجودة بالجو وإزالة الكثير منها, كذلك تحسين نوع الإشعاعات الساقطة والمرتدة إلى سطح الارض.

لإزالة 18 مليون طن سنويا من الكربون الموجود بالجو فإنه يلزم زارعة 100 مليون شجرة.

تعمل النباتات على منع أو تقليل تعرية التربة المتسببة عن المياه الجارية والرياح, وبالتالي تعمل على المساعدة بتغذية المياه الجوفية والمحافظة على المياه السطحية وتقلل من حجم التلوث لها.

أنعم الله تبارك وتعالى علينا بني البشر بنعمة الغذاء وجعله عنواناً لإستمرار الحياة, ولحكمة يعلمها الله عز وجل خلق النباتات قبل أن يخلق الإنسان والحيوان على إعتبار أنها أساس حياة الكائنات الحية جميعها.

كما أن للنباتات إمتيازات جمالية وتأثيرات بيئية لا تعد ولا تحصى, فإن لها دور هام جداً في الوقاية من الكثير من الأمراض وعلاج الكثير منها والتي تنتاب هذه الكائنات الحية, حيث أعلم الخالق عز وجل عن بعضها وترك البعض الآخر لإكتشافات البشر وهداه إليها مباشرةً أو عن طريق الحيوانات.

إن التأثير الفعال للمواد التي إكتشف الإنسان أسرار قوتها في النباتات في شفاء الكثير من الأمراض وعجز الأدوية الصناعية عن علاج الأمراض هو السبب المباشر في العودة إلى الطبيعة وغور أسرار هذا العالم.

هناك عدة طرق يمكن الإستفادة من خصائص النباتات العلاجية من خلال:

- تناول العصير المستخلص من النباتات والأعشاب.

- دهن مواضع الألم بمراهم تستخلص من عصارة النباتات أو أنسجته المختلفة.

- طحن بعض الأنسجة النباتية على شكل مساحيق علاجية.

- الإستحمام في منقوع أنسجة بعض النباتات.

- تبخير منقوع بعض الأنسجة النباتية.

- التكميد بمنقوع بعض الأنسجة النباتية.